قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن “العديد” من الجنود الكوريين الشماليين المصابين لقوا حتفهم بعدما أسرتهم القوات الأوكرانية، فيما اتّهم روسيا بتوفير “الحد الأدنى” من الحماية لهم.
وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي “مات عدد من الجنود الكوريين الشماليين اليوم. تمكن جنودنا من أسرهم. لكنهم أصيبوا بجروح خطرة جدا ولم يكن من الممكن إنقاذهم”.
وأضاف “تبذل كل الجهود الممكنة لجعل القبض على الكوريين مستحيلا… الروس يرسلونهم لشن هجمات ولا يوفرون لهم إلا الحد الأدنى من الحماية”.
وتابع “لقد تكبدوا الكثير من الخسائر. ونرى أن الجيش الروسي والمشرفين الكوريين الشماليين غير مهتمين ببقاء هؤلاء الكوريين على قيد الحياة”.
ولم يحدد زيلينسكي عدد الكوريين الشماليين الذين لقوا حتفهم بعدما أسرتهم القوات الأوكرانية.
وحضّ الرئيس الأوكراني الصين التي تربطها علاقات عسكرية وسياسية وثيقة مع كل من موسكو وبيونغ يانغ، على الضغط على كوريا الشمالية.
وقال “إذا كانت الصين صادقة في تصريحاتها بأن الحرب يجب ألا تتوسع، فعليها ممارسة تأثير مماثل على بيونغ يانغ”.
وكان جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي أعلن الجمعة أنّ جنديا كوريا شماليا مصابا وقع في الأسر أثناء قتاله إلى جانب القوات الروسية في الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، توفي متأثرا بجروحه.
ونشرت بيونغ يانغ آلاف الجنود دعما للجيش الروسي، بما في ذلك في منطقة كورسك الحدودية حيث باشرت أوكرانيا هجوما مباغتا عبر الحدود في آب/اغسطس.
وأفاد مصدر في الاستخبارات الكورية الجنوبية وكالة فرانس برس بأن الجيش الأوكراني أسر أحد هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين الخميس، مضيفا أن المنطقة التي أُسر فيها غير معروفة.
وبعد ساعات، أفاد جهاز الاستخبارات الوطنية الكوري الجنوبي بأن الجندي توفي متأثرا بجروحه.
وقال الجهاز في بيان “تم التأكد عبر وكالة استخبارات حليفة من أن الجندي الكوري الشمالي الذي تم أسره حيا يوم 26 كانون الأول/ديسمبر توفي بسبب تدهور إصابته”.
يأتي تأكيد الجمعة بعد أيام على إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نحو 3000 جندي كوري شمالي “قتلوا أو جرحوا” حتى الآن مع انضمامهم للقتال إلى جانب القوات الروسية.
قدّر جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي سابقا عدد الكوريين الشماليين القتلى أو الجرحى بحوالى الألف، مشيرا إلى أن سقوط عدد كبير من الضحايا قد يكون مرده إلى بيئة القتال غير المألوفة بالنسبة إليهم وعدم قدرتهم على التصدي للهجمات بالمسيرات.
من جهته قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة إن “أكثر من ألف” جندي كوري شمالي منتشرين في روسيا للقتال ضد أوكرانيا قتلوا أو أصيبوا في هجمات “يائسة” في منطقة كورسك واستخدموا كقوات “يمكن التضحية بها”.
وقال كيربي “تشنّ القوات الكورية الشمالية هجمات ضخمة (…) ضد المواقع الأوكرانية في كورسك. لم تكن هذه التدفقات البشرية فعالة … نقدّر أنه حتى الآن أصيب أو قُتل أكثر من ألف” جندي.
كما تحدّث كيربي عن حالات انتحار. وقال “هناك تقارير تفيد بأن جنودا كوريين شماليين يقتلون أنفسهم بدلا من الاستسلام للقوات الأوكرانية، ربما بسبب الخوف من الانتقام من عائلاتهم في كوريا الشمالية إذا أُسروا”.
وأفاد النائب لي سيونغ-كويون في تصريحات الأسبوع الماضي بعد إحاطة من قبل وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية بأنه يتم أيضا استخدام الجنود الكوريين الجنوبيين “كوحدات هجومية إضافية على خط المواجهة”.
“توسيع خطر”
عززت كوريا الشمالية وروسيا علاقاتهما العسكرية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
ودخل اتفاق دفاعي تاريخي بين بيونغ يانغ وموسكو في حزيران/يونيو حيّز التطبيق هذا الشهر، واعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “انجازا”.
وذكر الإعلام الرسمي الكوري الشمالي الجمعة أن بوتين بعث رسالة لمناسبة رأس السنة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون جاء فيها أن “العلاقات الثنائية بين بلدينا تطورت بعد محادثاتنا في بيونغ يونغ في حزيران/يونيو”.
ووصف حلفاء أوكرانيا انخراط بيونغ يانغ المتزايد في الحرب الروسية على أوكرانيا بأنه “توسيع خطر” لرقعة النزاع.
ويعتقد الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية تسعى لتحديث قدراتها القتالية التقليدية من خلال الخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أيضا بأن موسكو تقدم الدعم لبرنامجي بيونغ يانغ الصاروخي والنووي في مقابل الجنود.
وأشارت هيئة الأركان الكورية الجنوبية الاثنين إلى أن بيونغ يانغ تستعد وفق تقارير “لاستبدال أو نشر مزيد من الجنود” وتزود الجيش الروسي “قاذفات صواريخ عيار 240 مليمترا ومدفعية ذاتية الحركة عيار 170 مليمترا”.
وأثار تدخل بيونغ يانغ في الحرب الروسية على أوكرانيا تحذيرات من سيول.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي عزل أخيرا، في تشرين الثاني/نوفمبر إن سيول “لا تستبعد إمكان تزويد (أوكرانيا) أسلحة”، وهو أمر سيمثّل تحوّلا كبيرا في سياسة البلاد التاريخية التي تحظر بيع الأسلحة للبلدان التي تشهد نزاعات.
Source link
اضف تعليقك