أدى زلزال وقع الثلاثاء في منطقة التيبت في جبال الهيمالايا في جنوب غرب الصين، إلى مقتل 126 شخصا على الأقل وتسبّب في انهيار العديد من المباني، بينما شعرت به مناطق مجاورة مثل النيبال.
وأوردت الوكالة الوطنية الصينية للزلازل أن الزلزال بقوة 6,8 درجات ضرب كانتون دينغري قرب الحدود الصينية النيبالية في الساعة 9:05 (1:05 ت غ)، فيما أفاد المعهد الأميركي للدراسات الجيولوجية أن شدة الزلزال بلغت 7,1 درجات.
وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أنه “تم تأكيد مقتل 126 شخصا وإصابة 188 آخرين حتى الساعة 19:00(11:00 ت غ) الثلاثاء”. وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 95 قتيلا.
وأظهرت مقاطع فيديو بثّها التلفزيون الصيني “سي سي تي في”، منازل بيضاء على ارتفاعات عالية جدرانها مدمّرة وأسقفها منهارة، وحجارة متناثرة على الأرض.
وصورت مشاهد أخرى بثتها القناة مركبات ردمت تحت الطوب وزبائن في متجر يهربون وسط تساقط المنتجات عن الرفوف بسبب الزلزال.
وفي مقاطع فيديو أخرى لقناة التلفزيون الصينية العامّة، ظهر عناصر إطفاء بزي برتقالي في مواقع الكارثة، بينما كانوا واقفين وسط الأنقاض وقربهم ناجون.
وقالت “سي سي تي في” إنّ السكان “في كانتون دينغري ومن حوله شعروا بالاهتزازات بقوة، وانهار الكثير من المباني بالقرب من مركز الزلزال”.
درجات حرارة متجمّدة
في قرية لاتسي الصغيرة، تُظهر مقاطع فيديو تمكّنت وكالة فرانس برس من تحديد موقع تصويرها، حطاما متناثرا أمام مطاعم في أحد الشوارع.
ويقع مركز الزلزال على بعد حوالى 370 كيلومترا إلى جنوب شرق العاصمة الإقليمية لاسا، وفق بيانات الوكالة الوطنية الصينية للزلازل.
وذكرت وكالة شينخوا أنّ السلطات المحلية تجوب البلدات المختلفة في كانتون دينغري “لتقييم تداعيات الزلزال”.
كذلك، أرسلت السلطات مساعدات عاجلة تشمل خياما قطنية وألحفة ومعدّات أخرى مفيدة لتحمّل الظروف الجوية القاسية، وفق الوكالة.
وتبلغ درجة الحرارة حوالى ثماني درجات تحت الصفر خلال النهار وقد تصل إلى 18 درجة تحت الصفر في الليل، وفق مكتب الأرصاد الجوية الوطني الصيني.
ويبلغ عدد سكان دينغري حوالى 62 ألف نسمة، ويقع الكانتون على مسافة غير بعيدة عن الجانب الصيني لجبل إيفرست.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى “بذل كل الجهود لتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ ولمعالجة المصابين”، وفق قناة “سي سي تي في”.
وقال “يجب فعل كلّ شيء لتقليل الخسائر البشرية… وإيواء المتضرّرين”.
وعلى الرغم من شيوع الزلازل في المنطقة، إلا أنّ زلزال الثلاثاء كان الأقوى الذي يتم تسجيله في دائرة 200 كيلومتر حول مركز الزلزال خلال السنوات الخمس الماضية.
سوابق أكثر دموية
في النيبال، ضرب الزلزال الذي شعرت به العاصمة كاتماندو بشكل خاص، مناطق واقعة حول نامشي ولوبوشي بالقرب من مخيّم قاعدة إيفرست.
وقال جاغات براساد بهوسال المسؤول في منطقة نامشي في شمال شرق النيبال، “وقعت هزة قوية، استيقظ الجميع ولا علم لنا بوقوع أضرار إلى الآن”.
تقع الهيمالايا على الفجوة بين الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية وتشهد نشاطا زلزاليا منتظما.
في العام 2015، أسفر زلزال بقوة 7,8 درجات عن مقتل حوالى تسعة آلاف شخص وإصابة أكثر من 22 ألفا بجروح في النيبال، كما دمّر أكثر من 500 ألف مسكن.
كذلك، أسفر زلزال وقع في كانون الأول/ديسمبر 2023 عن مقتل 148 شخصا وتشريد الآلاف في مقاطعة غانسو الصينية (شمال غرب).
وكان هذا الزلزال الذي تسبب بأكبر حصيلة بشرية في الصين منذ العام 2014، عندما قُتل أكثر من أكثر من 600 شخص في مقاطعة يونان الواقعة جنوب غرب البلاد.
وفي أيار/مايو 2008، أدى زلزال بلغت قوته 7,9 درجات إلى مقتل وفقدان 87 ألف شخص في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب).
Source link
اضف تعليقك