#مقالات رأي
د. نرمين نحمدالله
اليوم
أحب أن أعتقد – مع احترامي لكل قواعد اللغة – أن عكس (الحب) هو (الهرب)، وليس (البغض).. وأن جمع (الخيبة) هو (الحكمة)، وليس (الخيبات).. وأن مرادف (القوة) هو (الاستغناء).. وأن (الخيانات) ليس لها مفرد!.. وإنما مفردها كجمعها! واحد منها يساوي الكل.. ويعني النهاية!
أن أحبك تعني أن آوي إليك.. أترك الدنيا كلها، وأركض نحوك.. أؤمن كثيراً بهذه العلاقة العكسية بين ثقل الحمل على كتفي، وخفة قلبي على صدرك.. عرفت لماذا أعتقد أن عكس (الحب) هو (الهرب)؟!.. عندما يتوقف قلبي عن الحب يركض بكل قوته، كالعادة، لكن.. في الاتجاه المعاكس!
كنت أحب وصفي بأنني (شجرة).. تهتز غصونها يميناً، وشمالاً، تهادن الريح لكنها لا تسقط أبداً.. تبتهج فتتدلل بثمارها.. وتتزين بخضرتها.. وتتغنى بزقزقة عصافيرها.. تبتئس فتتكسر غصونها.. وتشحب زهورها.. وتسقط أوراقها.. لكن الدرس الجديد الذي تعلمته.. ألا أترك جذوري تتعمق في أرض لا تليق بي.. أجل.. تعلمت بأقسى طريقة أن أكون شجرة على عجلات.. لا يعوقها ثبات جذرها عن أن تهجر أرضاً لا تسع، وسماء لا تظل! شجرة تحملها عجلاتها من أرض إلى أرض بمنتهى اليسر، دون أن تشكو جذورها غربة ولا وحشة!.. شجرة حفروا على جذعها الآلاف من أسماء العاشقين مع رسوم قلوب تخترقها أسهم.. لكن الزمن العنيد يجيد طمس كل هذا؛ فلا يتبقى سوى رسم القلب.. والسهم!
كم كان يلزمني من الوقت؛ كي أقنع تلك الطفلة الخائفة داخلي بأن كلمة (لا).. ليست معيبة؟!.. فلن تجعلهم ينبذونها في ركن منزوٍ من حديقة الحب!.. وبأنني إن لم أملك الإرادة كي أفعل ما أريد؛ فعلى الأقل أملك الإرادة كي لا أفعل ما لا أريد. كم كان يلزمني من الخذلان؛ كي أتعلم رفع كفي بإشارة الاعتراض، دون أن أخشى أن تخدشه حدة الرد؟!.. كم كان يلزمني من الخيبة؛ كي أدخر ثمن تلك العجلات أركبها لشجرتي؛ فأرحل بها من مكان، لن يزيد أوراقها إلا ذبولاً؟!
Source link
اضف تعليقك