OnNEWS

باسكال جونيور ناتوزي: نبني أشياء تدوم وهنا تكمن الاستدامة

#ديكور

استضاف منتدى التصميم «داون تاون ديزاين»، المعرض الرائد للتصميم في الشرق الأوسط، المصمم باسكال جونيور ناتوزي، المدير الإبداعي لـ«ناتوزي إيطاليا»، فحلَّ ضيفاً مع المصمم المعروف كريم رشيد، على جلسة نقاشية حول «قوة التحولات التي تُحدثها أشكال التعبير متعددة الثقافات». وبفضل رؤيته الرائدة، واهتمامه بتجربة التصميم الشاملة، أعاد ناتوزي (الابن) رسم ملامح «ناتوزي إيطاليا» كعلامة تعكس التراث الغني لأسلوب الحياة المتوسطي، مُبرزاً تحول «العلامة» من المنتجات إلى تقديم تجارب شاملة، فحصل على تقدير دولي كرائد أعمال شاب متميز.. في حواره مع «زهرة الخليج»، يكشف ناتوزي (الابن) عن آرائه في أسبوع دبي للتصميم، والتواصل الثقافي، وانعكاسه على التصميم المعاصر، وتطلعاته المستقبلية:

  • باسكال جونيور ناتوزي: نبني أشياء تدوم وهنا تكمن الاستدامة
    باسكال جونيور ناتوزي: نبني أشياء تدوم وهنا تكمن الاستدامة

تعاونت مع المصمم المعروف كريم رشيد.. ما شعورك تجاه هذا التعاون، وكيف يعزز مهمة ورؤية «ناتوزي»؟

أسافر كثيراً، وأبقى فضولياً، وأتعلم باستمرار من مجتمع التصميم. فأحاول التواصل مع المصممين، ومشاركة رؤية «ناتوزي»، وبعضهم يشعرون بالإلهام مما نحاول تحقيقه. نحن نطور «الشركة»، ونحولها إلى علامة تجارية جديدة، يقدرها مجتمع التصميم. ويعتمد هذا التحول على التعاون الإبداعي، وجمع المصممين المتنوعين؛ لتفسير أسلوب «ناتوزي» الفريد بطرق جديدة؛ لأننا إذا عملنا فقط مع مصممين لديهم أسلوبنا نفسه، فلن يقدم ذلك شيئاً جديداً؛ لذلك أبحث عن مصممين لديهم أساليب مختلفة، تكون مكملة، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نبتكر معاً.

أهمية الفعاليات

لماذا كريم رشيد.. هل ذلك بسبب طريقته في استخدام الألوان؟

اخترت كريم رشيد؛ لأنه جريء بما يكفي، وأيضاً ذو خبرة كافية؛ لتقديم شيء جديد وملائم لـ«ناتوزي». الأمر لا يتعلق فقط بالألوان؛ فاختيار كريم جاء لأن أفكاره جديدة، وأسلوبه التصميمي مختلف، ويناسب أسلوبنا، كما أنه ناضج بما يكفي؛ لفهم هوية «ناتوزي»، وجلب شيء جديد إلى الطاولة.

ماذا تضيف فعالية «أسبوع دبي للتصميم» إلى هذا المجال عالمياً؟

أعتقد أن التصميم قادر على تحسين صورة العالم. في الماضي، كان القليل من الناس فقط يمكنهم تحمل تكلفة التصميم الجيد. لكن، الآن، نرى المزيد من العلامات التجارية، التي تجعل التصميم متاحاً لجمهور أكبر، وإن لم يكن دائماً مستداماً. فهذا شيء يجب أن نتعامل معه، لأنه جيد، ويجعل التصميم أكثر انتشاراً. هذه الفعاليات مهمة؛ لأنها تمنحنا فرصة تقديم الابتكار والجمال على نطاق أوسع، وتساعد في إنشاء مساحات أفضل، سواء في المنازل، أو المطاعم، أو الأماكن العامة. ويجب أن نكون ممتنين لهذه الفعاليات؛ لأنها تتيح لنا التفاعل مع مجتمع التصميم، وجعل العالم أكثر جمالاً. فالإبداع هو أن تأخذ الإلهام، وتحوّله إلى شيء حقيقي، وهذا ما نهدف إلى تحقيقه في «ناتوزي».

كيف تساهم «ناتوزي» في مشهد التصميم بمنطقة الشرق الأوسط؟

لقد استثمرنا، بشكل كبير، في منطقة الشرق الأوسط، خاصة منذ حضوري إلى دبي قبل جائحة «كورونا». لقد رأيت طاقة كبيرة، وجودة عالية، في العمارة هنا. من المدهش أن «ناتوزي» لم تكن ذات صلة كبيرة بهذه المنطقة. الآن، نحن نركز على أن نصبح أكثر حضوراً وفاعلية هنا، وأعتقد أن هذه بداية شيء جيد لنا.

ما استراتيجية «ناتوزي»؛ للبقاء على صلة بالعملاء المخلصين، والأجيال الجديدة؟

لا يمكنك إرضاء الجميع، ويجب أن تطور العلامة التجارية، وتختار ما تريد أن تكون عليه. في الوقت الحالي، نركز على من نحن اليوم. وفي المستقبل، إما أن يتبعنا الناس، أو أن يجدوا شيئاً آخر، لكن الأهم هو الاستمرار في إلهام وجذب عملاء جدد.

تأثيرات ثقافية

من وجهة نظرك.. كيف تشكّل التأثيرات الثقافية المتنوعة التصميم المعاصر؟ 

في «أسبوع دبي للتصميم»، تحدثت عن القوة التحويلية للتعبير الثقافي المتعدد. وقد بدأت العمل؛ لجعل «ناتوزي» منصة للإبداع، ليس فقط داخل «الشركة»، بل كمركز للتصميم المدفوع بالتنوع. أدرك أن التعاون الثقافي المتعدد (خلط «الأسلوب الخاص» الثقافي المختلف)، يحافظ على حيوية الإبداع، ويجعله متألقاً، فمن دون هذا التمازج يصبح الإبداع مسطحاً. ولطالما أدركت أن الاتصال الثقافي المتعدد وسيلة لتقديم شيء جديد، وذي معنى، وحيوي.. وكان هذا محور مناقشتنا.

بعد انضمامك إلى أعمال عائلتك.. كيف سعيت إلى تطوير إرثها؟

عندما انضممت إليها، كانت للشركة مكانة محددة، تركز على الجانب التجاري، وتتمحور حول البيع بالتجزئة، وأقل اهتماماً بالمشاريع التصميمية. كانت رؤيتي رفع «ناتوزي»؛ لتصبح علامة مميزة عالية الجودة، تركز على التصميم الداخلي الفاخر. اليوم، هذه الرؤية تحققت، وأنا فخور بذلك. إن أحد الإنجازات الكبرى، كان اختيار «ناتوزي» من قبل «بيست هوم ديفلوبمنت»، كمشروع شامل. إنه المشروع الأكثر شمولاً الذي قمنا به، حيث يتضمن تصميم المنزل بالكامل، بما في ذلك: الهندسة المعمارية، والتصميم الداخلي. كانت هناك تحولات عميقة؛ عندما بدأت، فقد كنا نبيع الأرائك فقط. أما الآن، فنحن نصمم بيئات معيشية كاملة، وهذه التطورات كانت مُرضية للغاية.

ما التحديات، التي واجهتك خلال قيادة علامة تجارية، معروفة بالحرفية التقليدية، نحو العصر الرقمي؟

إن إقناع الناس لم يكن سهلاً؛ فقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً؛ لترسيخ ثقافة تهتم بالتصميم الداخلي، والتركيز على العميل، والإبداع، والتصميم المشترك. هذه كانت عناصر جديدة، أردت إدخالها أثناء إعادة تشكيل ثقافة «الشركة». وهذا الأمر يختلف عن بناء فريق من الصفر، إذ إن تحويل فريق قائم بثقافة عمل محددة شيء آخر تماماً. فالناس يتوقفون عن التكيف بسهولة بعد عمر معين، وتغيير العقول داخل «الشركة» يتطلب صبراً كبيراً.

  • باسكال جونيور ناتوزي: نبني أشياء تدوم وهنا تكمن الاستدامة
    باسكال جونيور ناتوزي: نبني أشياء تدوم وهنا تكمن الاستدامة

شغلت مناصب عدة في «ناتوزي».. كيف أثّرت هذه المناصب في مقاربتك لهوية العلامة، وسرد القصص؟

بدأت بالتسويق، حيث نما لديَّ إيمان قوي بأهمية سرد القصص. ثم، أثناء عملي في تصميم المنتجات، تعلمت تصميم السرد، أي صنع منتجات تروي قصصاً فريدة، وتوفر للعملاء شيئاً يتجاوز المنتج، هو رؤية يصنعونها، ويجعلونها خاصة بهم. لاحقاً، كمدير إقليمي لأسواق عدة، تعلمت كيف «أبيع القصة»؛ فكتابة القصة أمر، وبيعها لجمهور واسع أمر آخر يتطلب مستوى جديداً من التعقيد.. إن كل دور شغلته زاد تقديري لسرد القصص، كجزء أساسي من هوية العلامة التجارية.

رؤية

كمدير إقليمي سابق للأسواق الناشئة.. ما الرؤى التي اكتسبتها حول تفضيلات المستهلكين، وكيف أثرت في استراتيجية «ناتوزي» العالمية؟

أعتقد أن الناس، بغض النظر عن خلفياتهم، يشتركون في الرغبات نفسها. وقد تكون هناك فروق ثقافية، لكنَّ الجميع يقدّرون الجمال، والخدمة الجيدة، والتجربة الممتعة. فالناس في جميع أنحاء العالم يحبون التصاميم الداخلية الجميلة، ويستمتعون بالمعاملة الجيدة. لذا، استراتيجيتنا بسيطة: «نفعل كل شيء بأعلى معايير الجودة، وسيستجيب الناس في أي مكان لذلك بشكل إيجابي، فلا أحد يرفض الجودة».

كيف تعالج «ناتوزي» مسألة الاستدامة، من ناحية المواد أو تعزيز التصاميم طويلة الأمد؟

يتم الحديث عن الاستدامة كثيراً، لكنها يجب أن تتجاوز ذلك. نعم، نحن نستخدم مواد مستدامة، ونسعى نحو إنتاج خالٍ من الكربون، ونصمم لتحقيق المتانة. لكن، كصناعة، يجب أن نركز على قياس الاستدامة بشكل علمي، وتتبع وتأكيد تقدمنا بالبيانات، وليس فقط القصص. في أوروبا، ستطلب القوانين، قريباً، من الشركات تقديم تقارير الاستدامة. بالنسبة لـ«ناتوزي»، إن نهجنا يجمع بين استخدام الموارد بشكل مسؤول، وتصميم أثاث متين لا ينتهي به المطاف إلى مكبات النفايات. فالاستدامة لا تتعلق فقط باتباع الاتجاهات؛ بل إنها بناء أشياء تدوم.

ما نصيحتك للمصممين الناشئين، وقادة الأعمال العائلية؟

نصيحتي هي أن يكونوا مثابرين، وأن يظلوا مخلصين لقيمهم، وأن يحيطوا أنفسهم بأشخاص جيدين.. فهذه العناصر الثلاثة تُحدث فرقاً كبيراً.

أخيرًا.. ما رؤيتك لـ«ناتوزي إيطاليا»، وما القيم التي تأمل أن تنقلها إلى العالم؟

رؤيتي هي تجسيد حس الانتماء والتناغم، وتقديم نمط الحياة المتوسطي، والضيافة، والانسجام، والهدوء من خلال تصاميمنا. أريد أن تُعرف «ناتوزي» كعلامة تجارية، تقدم الرفاهية والجمال إلى منازل الناس. فنحن لا نهدف فقط إلى الفخامة؛ نحن نسعى إلى تحسين الحياة اليومية من خلال الجمال والتوازن.


Source link

اضف تعليقك

إعلان

العربية مباشر

إعلان

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.