لم تعد السيارات الصينية مادة للسخرية كما كانت في الماضي، بل تحولت إلى “تهديد وجودي” لصناع السيارات التقليديين في أوروبا وأمريكا فوفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، شهد شهر نوفمبر الماضي انفجارًا في صادرات السيارات الكهربائية بنسبة بلغت 87% مقارنة بالعام الماضي.
ويؤكد هذا النمو المرعب أن التنين الصيني قد أحكم قبضته على سلاسل التوريد، وبدأ في إغراق الأسواق العالمية بطرازات تجمع بين السعر التنافسي والتقنيات المتطورة، مما جعل المحاولات الغربية لوقف هذا الزحف تبدو حتى الآن غير كافية.
المكسيك البوابة الكبرى للغزو الصيني
في مفاجأة من العيار الثقيل، تربعت المكسيك على عرش الأسواق الأكثر استيرادًا للسيارات الكهربائية الصينية في نوفمبر، حيث قفزت الصادرات إليها بنسبة إعجازية بلغت 2,367% لتصل إلى أكثر من 19 ألف وحدة في شهر واحد فقط.
ويرجع المحللون هذا النجاح الكبير إلى طرازات مثل “BYD دولفين ميني”، التي حققت مبيعات قياسية نتيجه سعرها الزهيد وحجمها العملي الذي يناسب المدن المزدحمة، فضلاً عن مداها الذي يصل إلى 380 كيلومترًا، مما جعلها الخيار المفضل للمستهلكين الباحثين عن توفير الوقود.

أوروبا وبريطانيا تحت الحصار
وبالرغم من القيود والتعريفات الجمركية التي تحاول بعض الدول الأوروبية فرضها، إلا أن الأرقام تحكي قصة مختلفة؛ فقد استقبلت أوروبا أكثر من 600 ألف سيارة كهربائية صينية منذ بداية عام 2025.
وفي بريطانيا وحدها، ارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 113% في الشهر الماضي.
وتظل بلجيكا هي الميناء الرئيسي لدخول السيارات الصينية إلى القارة العجوز، حيث استقبلت قرابة 195 ألف وحدة في أول 11 شهرًا من العام.
هذا التدفق الهائل يضع شركات عريقة مثل “فولكس فاجن” و”رينو” في موقف صعب للغاية، حيث يصعب عليها مضاهاة الكفاءة الإنتاجية والتكاليف المنخفضة للمصانع الصينية.
آسيا تظل الملعب الأكبر
لا تزال القارة الآسيوية تمثل السوق الأضخم للشركات الصينية، حيث قفزت الصادرات إليها بنسبة 71% في نوفمبر لتتجاوز 110 آلاف وحدة.
وتصدرت إندونيسيا وتايلاند قائمة الدول الآسيوية الأكثر استيرادًا، مما يشير إلى أن الصين لا تبحث فقط عن غزو الأسواق المتقدمة، بل تعمل على تأمين هيمنتها الكاملة على الأسواق الناشئة التي تمثل مستقبل نمو صناعة السيارات.




اضف تعليقك